مسلسل نور والجنون/ بقلم : ماجدة البلبيسي

حالة هستيريا أم جنون أو ما شابه ذلك تلك المشاعر التي انتابت آلاف الموطنين الغزيين في كل مكان وفي كل موضع وفي كل حديث يجرى التطرق لهذا المسلسل الذي أسر عقول بل وقلوب الكثير من عشاق الدراما الاجتماعية 0

لا أحد ينكر دور الدراما التلفزيونية والسينمائية التربوي والتثقيفي كونها وسيلة اجتماعية توجيهية تهدف إلى إيصال رسالة سواء كانت هذه الرسالة إنسانية أم بصيغة مجتمعية عامة ، هذا إلى جانب الهدف الترفيهي والترويحي لها في شغل أوقات الفراغ و في الترفيه ، ناهيك عن الدور الهام لهذه الدراما في التعرف على ثقافة الآخرين وطرق حياتهم ومعيشتهم وسلوكيات أخرى 0

الصدى والتأثير الذي أحدثه هذا المسلسل التركي بدبلجته باللهجة السورية القريبة لقلوبنا وعقولنا والمحببة لنفوسنا فاق الحد المعقول في التأثير فلا تكاد في كل حديث وفي كل مكان إلا وتجد النموذجان " مهند ونور " حديث الناس من طلبة جامعات ومن موظفين وموظفات ومن سائقين ومن تجار وغير ذلك من الشرائح المجتمعية 0

كنت عند صديقة لي محامية شرعية في زيارة لها وإلا في سياق حديثنا حول القضايا والهموم الحياتية اليومية إلا وفجأة اقتحمت سيرة هذا المسلسل حديثنا وتربعت على لب موضوعنا بطريقة عفوية وغير مقصودة بالطبع صديقتي قالت بالحرف الواحد " فوجئت خلال الندوة القانونية التي كنت القيها في حي الشجاعية بإحدى النساء في العقد الرابع من عمرها تقول ما " مفرج عنا كل همومنا وحياتنا إلا مسلسل نور " 0

هذا ما صدر على لسان امرأة بسيطة ومن حي شعبي يعكس مدى تعلق الآلاف المؤلفة من الناس بهذا المسلسل التركي وليس هو فحسب بل هناك مسلسلا آخر سنوات الضياع ، لا أدري ما هو سبب هذا الانبهار بل الهوس والجنون بتلك المسلسلات التركية التي غزت بيوتنا من فترة بسيطة فقط ! لا أدرى هل هي مجرد طفرة أم ستتربع الدراما التركية على قائمة رغباتنا وتوجهاتنا الفنية وهل ستحل مكان الدراما السورية التي سبقت وأن احتلت هذا الدور في دائرة اهتماماتنا كل هذه الأسئلة وغيرها ستكون الأيام القادمة هى الحكم والفيصل بعد انتهاء مسلسلي نور وسنوات الضياع 0

حجم التأثير لهذا المسلسل وحديث الشارع عنه دفعني لكي أتابع هذا المسلسل مع أنني لست من هواة التلفاز إلا أنني رغبت في متابعة بعض حلقاته وجدت نفسي بعد حلقتين أو ثلاثة انجذب بقوة لهذا المسلسل ويبدو أن الحالة قد طالتني شخصيا وبت أسأل كل يوم عما سيحدث في الحلقات القادمة من أحداث 0

المهم في الأمر ليس بالوقت الضائع الذي نهدره في متابعة المسلسل بقدر ما هو أصبح سببا للخلافات الزوجية والاجتماعية داخل الأسر وبات نموذج نور هو النموذج المطلوب للرجال ومهند بالنسبة للنساء وأن كنت أرفض المقارنة بأي وجه من الوجوه لأنها ليست في موضعها بالمطلق 0

كما أسلفت ليس من الخطأ أن نطلع على ثقافة الغير والاستفادة منها بالحد المعقول في الجوانب الايجابية والنأي عن الجوانب السلبية ، فالمسلسل فيه الكثير من الايجابيات إن بحثنا عنها جيدا فأنا شخصيا شغفت في بعض القيم الاجتماعية التي استوحيتها من المسلسل وهى وجود شبكة الأمان الاجتماعي المتمثل بقوة العائلة وتماسكها بل وتضامنها مع أي فرد من أفرادها في الشدة قبل الفرح هذه قيمة نحن بحاجة لترسيخها في مجتمعنا الفلسطيني بعدما انهارت تلك القيم وتفسخت العلاقات الاجتماعية وانحصرت في الأسرة النووية بأصغر أحجامها وباتت هناك مسافات طويلة بين العائلة نفسها 0

كل يرى ايجابيات وسلبيات المسلسل حسب رؤيته ووجهته الخاصة به، منهم من انبهر بالمناظر الطبيعية الخلابة التي برع المخرج في جذب المشاهد لها ومنهم من سحر بالأناقة والأزياء والتقليعات الحديثة التي تجذب النساء تحديدا ومنهم من تيم بالمشاهد الرومانسية التي تضمنها المسلسل خاصة فئة المحبين من الشباب وغير ذلك من وجوه الإعجاب 0

ولكن في النهاية يجب الا ندع لتلك المسلسلات تغزو وتهمين على عقولنا وتأسر قلوبنا لهذه الدرجة التي قد تهدد وتقض مضاجعنا وتزلزل استقرار بيوتنا لأنها في النهاية هى مجرد مسلسلات أو " تمثيل " ومصيره النسيان وان كانت في بعض الأوقات قد تعكس وقائع وحقائق تلك المجتمعات.

اريد تعليقكم على هذا الموضوع

يسلموووووو حبيبتى

يعطيكي العافية الوردة الحمراء

تقبلي مروري
فراشة الوادي

ولو يسلموا على الردود الحلوه

» مهند بطل مسلسل نور يفصح عن مشاعره لأول فتاة عربية يحبها